إرادة جديدة للتغيير.. دور COP28 في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التغير المناخي
إرادة جديدة للتغيير.. دور COP28 في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التغير المناخي
تعد التغيرات المناخية تحديًا عالميًا يتطلب تضافر الجهود والتعاون الدولي لمكافحته. وفي هذا السياق، تستضيف دولة الإمارات العربية المتحدة حاليا الاجتماع السنوي للأطراف (COP) في دورته الثامنة والعشرين المعروفة بـ"COP28".
هذا الحدث يعد فرصة مهمة لتعزيز التعاون الدولي وتعزيز العمل المشترك لمكافحة التغير المناخي وبناء مستقبل مستدام للجميع.
وتستند التوقعات والتفاؤل حول COP28 إلى دور الإمارات الريادي في مجال حماية البيئة وتنمية الطاقة المستدامة، وتعكس الأرقام والبيانات الصادرة عن هذا البلد الرؤية الطموحة والتزامها الجاد بمكافحة التغير المناخي.
وتعتبر الإمارات من الرواد العالميين في استخدام الطاقة المتجددة وتطوير التكنولوجيا النظيفة، فقد أطلقت مبادرات طموحة مثل "استراتيجية الطاقة النظيفة 2050" التي تهدف إلى توليد 50% من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050.
وتعكس هذه الجهود التزام الإمارات بتحقيق الحياد الكربوني وتقليل الانبعاثات الضارة، بالإضافة إلى ذلك، تعد الإمارات مركزًا رائدًا في مجال التكنولوجيا البيئية والابتكار.
وتسعى الحكومة الإماراتية إلى دعم الأبحاث وتطوير التكنولوجيا البيئية المتقدمة من خلال إنشاء مراكز الابتكار وتشجيع الشراكات العالمية في هذا المجال.
وهذا يوفر فرصًا مهمة للتعاون الدولي وتبادل المعرفة والتجارب للتصدي للتحديات المشتركة.
ومن المتوقع أن يضمن استضافة الإمارات لـCOP28 تحقيق تقدم هائل في مجال مكافحة التغير المناخي، فبالإضافة إلى الاجتماعات الرسمية والمفاوضات، ستوفر الإمارات منصة للابتكار والعرض والتبادل للحلول البيئية المبتكرة.
وسيتم تسليط الضوء على الشراكات العالمية والمشاريع المشتركة التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة وتخفيض الانبعاثات، ومن المهم أن نذكر أن COP28 يعد فرصة للتركيز على الدول النامية وتعزيز قدراتها في مجال مكافحة التغير المناخي. فالتحديات التي تواجهها هذه الدول فيما يتعلق بالتغير المناخي تتطلب دعمًا وتعاونًا دوليًا قويًا.
ومن المتوقع أن تلعب الإمارات دورًا فعالًا في تعزيز الشراكات الجنوبية-الجنوبية وتقديم الدعم التقني والمالي لتلك الدول.
وتعكس التوقعات المتفائلة لـCOP28 التزام العالم بتحقيق أهداف الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن التغير المناخي (UNFCCC) واتخاذ إجراءات فورية للحد من التأثيرات السلبية لتغير المناخ.
وتعتبر هذه الفعالية فرصة للتعلم المتبادل وتعزيز الوعي بأهمية التحرك العاجل لحماية كوكبنا وتوفير مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
ويرى خبراء هاتفتهم "جسور بوست"، أن استضافة الإمارات لـCOP28 ستسهم في تعزيز التعاون الدولي لمكافحة التغير المناخي وتحقيق نقلة نوعية، وسيكون لها تأثير إيجابي على المستوى العالمي من خلال تعزيز التوجهات البيئية وتعزيز الابتكار وتحفيز الحكومات والمجتمعات والقطاع الخاص على اتخاذ إجراءات فعالة لحماية كوكبنا.
تحالف قوي لتعزيز الاقتصاد العالمي
علق الخبير الاقتصادي الدولي، رشاد عبده بقوله: إن تغيرات المناخ تُعد تحديًا عالميًا يتطلب استجابة قوية وتعاونًا دوليًا فعّالًا، وفي هذا السياق، يأتي COP28 كمنصة قوية لتعزيز التعاون الدولي والتصدي للتحديات المتعلقة بتغير المناخ، وتعد هذه الفعالية العالمية فرصة فريدة لإحداث تحول حقيقي في مجال مكافحة التغير المناخي، حيث يتميز COP28 بأنه يجمع أكثر من 200 دولة من شتى أنحاء العالم، ويجمع القادة والمفكرين والخبراء في مجال المناخ والتنمية المستدامة، ما يعكس التزام العالم بقضية المناخ وأهمية التعاون الدولي.
وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": تشير البيانات الحديثة إلى أن التغير المناخي يشكل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار العالمي خاصة في الجانب الاقتصادي، ما يؤدي إلى تداعيات خطيرة على الحياة البشرية والنظم البيئية، ولذلك يعد COP28 فرصة لتعزيز الشراكات بين الدول وتبادل الخبرات والتكنولوجيا والمعرفة في مجال مكافحة التغير المناخ وتعزيز القدرة على التكيف مع آثاره، كما سيوفر COP28 منصة لمناقشة السياسات واتخاذ القرارات الجماعية، ما يسهم في توجيه الجهود العالمية نحو تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
واستطرد: يعد التعاون الدولي في مجال مكافحة التغير المناخي استثمارًا استراتيجيًا يمكن أن يعزز الاقتصادات ويخلق فرصًا جديدة للنمو المستدام، فمن خلال تعزيز الابتكار وتطوير التكنولوجيا النظيفة، يمكن تحقيق تحول اقتصادي يعزز الاستدامة ويخلق وظائف جديدة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والبنية التحتية الخضراء والزراعة المستدامة، ووفقًا لتقارير البنك الدولي، من المتوقع أن يصل حجم الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة إلى ما يقرب من 2.3 تريليون دولار بحلول عام 2025، ما سيعزز النمو الاقتصادي ويخفض انبعاثات الكربون في الوقت نفسه.
وأضاف: تعد التجارة الدولية للسلع والخدمات النظيفة والمستدامة أحد العوامل المحفزة للتعاون الدولي في مجال مكافحة التغير المناخي، من خلال تشجيع الدول على تبني معايير بيئية صارمة وتعزيز الابتكار في منتجات وخدمات منخفضة الكربون، يمكن تعزيز التبادل التجاري النظيف وتحقيق فوائد اقتصادية وبيئية متبادلة.
وأتم: تشير الدراسات إلى أن زيادة حجم التجارة الدولية في السلع النظيفة قد تسهم في خفض انبعاثات الكربون بنسبة تتراوح بين 17% و24% بحلول عام 2030.

رشاد عبده
إحداث تغيير جذري في التعاون الدولي
وعلّق الإعلامي السعودي فاروق الشعبي بقوله: نطالع يوميًا أبحاثاً كثيرة تعرض نتائج مخيفة عن حقيقة تعرض كوكبنا لتحديات جسيمة تتعلق بتغير المناخ، وبالطبع COP28 كحدث عالمي مرموق يشكل فرصة فريدة للدول والمنظمات والخبراء للتعاون وتعزيز جهودنا المشتركة لمكافحة التغير المناخي فهو أحد أكبر الفعاليات الدولية المخصصة لمكافحة التغير المناخي، وهذا يعكس حجم التحدي الذي نواجهه والاستجابة العالمية المتزايدة لهذا التحدي.
وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": يعتبر COP28 دورًا حاسمًا في تعزيز التعاون الدولي من أجل مكافحة التغير المناخي، حيث مثل فرصة للقادة والمفكرين والمؤسسات للتباحث وتبادل الخبرات والتجارب في مجالات متعددة، ويتم تنظيم العديد من الندوات والجلسات العامة وورش العمل، حيث يتم توفير المنصات لمناقشة السياسات وتحليل البيانات والتوصل إلى حلول عملية قائمة على البيانات والأدلة العلمية.
وعن تأثير COP28 على السياسات العالمية أكد أنه من المهم أن نشير إلى أن تأثير COP28 لن يقتصر فقط على مجال التغير المناخي، بل سيمتد أيضًا إلى سياسات مستدامة أوسع، فبشكل عام، يعمل المناخ والبيئة على توجيه السياسات العالمية نحو الاستدامة والتنمية المستدامة، ومن خلال تعزيز التعاون الدولي وتبادل المعرفة والتجارب، يمكننا تطوير سياسات تعزز الاستدامة في قطاعات مختلفة، مثل الطاقة المتجددة، والزراعة المستدامة، والنقل النظيف، وإدارة الموارد المائية، وغيرها.
واستطرد: استنادًا إلى الأبحاث والتقارير العلمية، فإن هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات فورية للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية، لذا يجب أن يركز COP28 على تعزيز التعاون الدولي لتحقيق خفض كبير في الانبعاثات العالمية، ويتعين على الدول المشاركة والمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات جادة لتعزيز استخدام الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة، وتعزيز التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون، وتعزيز الابتكار التقني في مجالات متعددة.
ويجب أن يكون COP28 فرصة لتعزيز التمويل الدولي للتكيف مع تغير المناخ وتخفيض الانبعاثات، ويجب أن تلتزم الدول المتقدمة بتقديم تمويل كبير ومستدام للدول النامية لمساعدتها في تنفيذ إجراءات مكافحة التغير المناخي والتكيف مع آثاره.

فاروق الشعبي
وأتم: COP28 ليس مجرد مؤتمر عالمي، بل فرصة لإحداث تغيير جذري في التعاون الدولي لمكافحة التغير المناخي، ويتوقف مستقبل كوكبنا على تعاوننا المشترك واتخاذ إجراءات جادة وفعالة.
مواجهة التحديات المناخية
بدوره، علّق الباحث والخبير السياسي الجزائري توفيق قويدر بقوله: إن العالم بالفعل يواجه تحديات هائلة تتمثل في التغير المناخي، وسيلعب COP28 دورًا حيويًا في تعزيز التعاون الدولي بواسطة السياسة، حيث يجتمع كثير من قادة العالم فيما يتم تنظيم العديد من الاجتماعات ذات الصلة والجلسات العامة والمفاوضات المتعددة الأطراف، ومن ثم تبادل الخبرات والأفكار وتطوير التوافقات العالمية لمكافحة التغير المناخي، وتتجاوز أهمية COP28 كونه مجرد إطار مكافحة التغير المناخي، حيث يؤثر بشكل كبير على السياسات العالمية بشكل عام.
وأضاف في تصريحات لـ"جسور بوست": تعمل السياسة المناخية على تشكيل أجندة السياسات العالمية لتحقيق التنمية المستدامة والاستدامة البيئية، ويمكن تطوير السياسات العالمية لتعزيز الابتكار واستخدام التكنولوجيا النظيفة وتعزيز المسؤولية المشتركة للدول في تحقيق أهداف اتفاقية باريس للمناخ.
وتوقع قودر أن يضمن COP28 إجراءات قوية وملموسة لمكافحة التغير المناخي، قد تشمل هذه الإجراءات تعزيز الاستثمار في الطاقة المتجددة والتخفيض من انبعاثات الغازات الدفيئة وحماية الغابات والتنوع البيولوجي وزيادة الوعي العالمي بأهمية التحول إلى اقتصاد أخضر، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات ستكون مدعومة بالبيانات والأدلة العلمية القوية التي تثبت حاجة العالم إلى التصرف الفوري والجاد للتغلب على التحديات المناخية.

توفيق قويدر
واستطرد: ستعزز قمة COP28 التعاون الدولي من خلال تبادل المعرفة والتجارب الناجحة بين الدول، وستمكن هذه المنصة الدول من التعاون في تطوير وتبني أفضل الممارسات وتوحيد الجهود لمعالجة التحديات المناخية العالمية، وبالتالي سيؤدي إلى تعزيز الشراكات الدولية وتعميق التفاهم وتحقيق التوافق لتحقيق أهداف مشتركة في مجال مكافحة التغير المناخي.